الرائدة لكرة القدم والسلة

تعتبر مدينة قسنطينة، المعروفة باسم "مدينة الجسور المعلقة"، واحدة من أبرز الوجهات السياحية والتاريخية في الجزائر. تقع هذه المدينة الساحرة في الشمال الشرقي للبلاد، وتتميز بموقعها الفريد على هضبة صخرية يحيط بها وادي الرمال العميق، مما يمنحها مشهداً دراماتيكياً يخطف الأنفاس. قسنطينةجوهرةالجزائرالمعلقةبينالسماءوالأرض

تاريخ عريق يعود إلى آلاف السنين

يعود تاريخ قسنطينة إلى العصور القديمة، حيث كانت تعرف باسم "سيرتا" في عهد النوميديين. وقد شهدت المدينة العديد من الحضارات، من الفينيقيين إلى الرومان، مروراً بالبيزنطيين والعرب والأتراك. كل هذه الحضارات تركت بصمتها في الهندسة المعمارية والثقافة المحلية، مما يجعل قسنطينة متحفاً مفتوحاً يحكي قصصاً من الماضي العريق.

الجسور المعلقة: تحفة هندسية

أبرز ما يميز قسنطينة هو جسورها المعلقة التي تربط بين أجزاء المدينة المنقسمة بسبب الوديان العميقة. ومن أشهر هذه الجسور:

• جسر سيدي مسيد: ويطلق عليه أيضاً "الجسر المعلق"، وهو أحد أعلى الجسور في العالم، حيث يصل ارتفاعه إلى 175 متراً.
• جسر الشلالات: الذي يقدم إطلالة رائعة على شلالات وادي الرمال.
• جسر باب القنطرة: وهو من أقدم الجسور في المدينة، ويعود تاريخه إلى العصر الروماني.

هذه الجسور ليست فقط وسائل نقل، بل هي أيضاً تحف فنية تروي قصة التحدي الهندسي الذي واجهه سكان قسنطينة عبر العصور.

الثقافة والفنون: إرث لا يضاهى

تشتهر قسنطينة بكونها عاصمة الثقافة العربية في عام 2015، وذلك بفضل إرثها الفني والأدبي الغني. المدينة هي مهد المالوف، وهو نوع موسيقي أندلسي أصيل، كما أنها أنجبت العديد من الشعراء والمفكرين الذين أثروا المكتبة العربية بأعمالهم الخالدة.

السياحة في قسنطينة: تجربة لا تنسى

بالإضافة إلى الجسور والمواقع التاريخية، يمكن للزوار الاستمتاع بـ:

• المساجد العتيقة مثل مسجد الأمير عبد القادر.
• المتاحف مثل متحف سيرتا الذي يضم قطعاً أثرية نادرة.
• الأسواق الشعبية حيث يمكن شراء الحرف اليدوية والتذكارات.

ختاماً، تعد قسنطينة جوهرة الجزائر التي تجمع بين عراقة التاريخ وجمال الطبيعة. إنها مدينة تستهوي كل من يزورها بسحرها الفريد وتراثها الثري، مما يجعلها وجهة لا بد من زيارتها لكل محبي الاستكشاف والثقافة.